موقع يكشف عن الخسائر البشرية لقوات هادي في حرض وميدي وحجم الفساد المستشري بين قادتها
يمنات – صنعاء
قال موقع “عربي21″ إن غموض يلف الانتكاسات المتكررة للقوات اليمنية الموالية للتحالف السعودي في حرض و ميدي، أو ما تعرف بـ”المنطقة العسكرية الخامسة” المسؤولة عن إدارة العمليات الحربية في الجبهتين.
و نقل الموقع، عن مصادر وصفها بـ”القريبة من قيادة المنطقة” أن قيادة المنطقة الخامسة الموالية لهادي و التحالف السعودي غارقة في وحل الفساد.
و أشار إلى أن جبهتي ميدي و حرض تحولتا إلى ميدان لاستنزاف القوة البشرية لقوات حكومة هادي لصالح خصومهم.
و اجيرت عدة تغييرات على قيادة المنطقة العسكرية الخامسة، منذ فتح الجبهتين قبل حوالي عام.
و حسب ما أورده الموقع، فإن ذاكرة المقاتلين من منتسبي ما يعرف بـ”الجيش الوطني” في ميدي وحرض، تختزن أحداثا موجعة، كانت كلفتها أرواح زملاؤهم عندما تم الزج بهم في معارك يغيب عنها تماما “التخطيط الاستراتيجي العسكري”.
و نوه إلى أن الزج بالجنود في معارك حرض و ميدي تسبب في سقوط مئات القتلى و الجرحى دون تحقيق أي مكاسب على الأرض.
و أوضح، في 18يوليو/تموز الماضي، اجتمع ضباط من قيادة المنطقة لوضع خطة للتقدم و تحرير حرض اليمنية الحدودية مع عسير السعودية. مشيرا إلى أن هدف الخطة لم يكن تحرير حرض بأكملها كما جرى إشاعة ذلك، بل الوصول إلى “جمرك حرض القديم” و السيطرة عليه.
و تابع: عقب وضع الخطة بثلاثة أيام، و تحديدا في 21 يوليو/تموز أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الخامسة، إطلاق عملية واسعة لتحرير المدينة. مشيرا الهجوم هو ثالث هجوم فاشل، و لم يسفر عن تحقيق أي مكاسب نوعية، سوى السيطرة على منطقة الجمرك القديم.
و حسب الموقع، تم الهجوم دون أي حسابات للكلفة البشرية للجنود، رغم خطورة مسرح العملية المليء بالألغام، و مع ذلك بدأ الهجوم بلا كاسحات ألغام أو غطاء جوي لطيران التحالف السعودي وبـ”أفراد” من قوات المشاة الذين وقعوا في مصيدة ألغام الحوثيين المزروعة، و قناصيهم المتمركزين في الفنادق القريبة من جمرك حرض القديم.
و طبقا للموقع، ابدى مدير عام مستشفى الملك فهد في جيزان، اندهاشه من حجم الخسائر المأهولة في صفوف جيش الشرعية. منوها إلى أنه في 21 يوليو، و هو تاريخ انطلاق العملية العسكرية استقبلت مستشفيات إمارة جيزان 213 بين قتيل و جريح.
و أشار الموقع، إن ما يعرف بالجيش الوطني خسر في هجوم سابق قرابة 70 قتيلا و 15 جريح، و تمت السيطرة على مساحة تقدر بـ”عشرات الأمتار” في حرض.
و لفت إلى أن حرض تحيط بها أكثر من 15ألف لغم، وعلى أطرافها تتواجد قوات ما تسمى بقوات الشرعية دون أن تمتلك حتى “كاسحة الغام واحدة”.
و تتكون المنطقة الخامسة الموالية للتحالف السعودي من خمسة ألوية عسكرية، بينما يجري حاليا تشكيل لواء عسكري سادس.
و تناوب على قيادتها أربعة قادة الأول اللواء الركن محمد راجح لبوزة، والثاني اللواء عادل القميري الذي تم إقالته في ظروف غامضة، واللواء علي حميد القشيبي، واللواء توفيق القيز.
خسائر و محسوبية
و كشف الموقع، عن حجم الخسائر البشرية، و التي قال انها بلغت نحو “600” قتيل و1200 جريح.
و أشار إلى تنامي مظاهر المحسوبية داخل الألوية العسكرية و منح الألوية لأقارب القادة دون غيرهم.
و من تلك المظاهر، نقل كتيبتين عسكريتين من اللواء الثاني حرس حدود، الذي يقوده، العميد منصور الزافني، والذي يرابط في أطراف ميدي الساحلية إلى أطراف حرض، بعد حصوله على وعود بتسليم إدارة الجمرك فيها، لشقيقيه.
و ذكر الموقع، إن إجراء الزافني تسبب في تشتت قوات الكتيبتين فضلا عن تلاشي كتيبة “الفاروق” التي وصفها الموقع بأنها أقوى كتيبة في اللواء الثاني حرس حدود، و كان يقودها العقيد، أنور الشراعي.
و أشار ، الى نشوب خلافات بين الشراعي و الزافني بسبب هجوم فاشل على الحوثيين في ميدي، لم يحقق أي تقدم على الأرض، و لكنه تسبب في فقدان كتيبة الفاروق، و قتل أفضل ضباطها من ابرزهم أحمد المحفلي و نوار الشريف و عبد المجيد معيض و عصام الزبيدي.
و كانت قوات هادي في المنطقة الخامسة أعلنت في فبرائر/ شباط 2016، مديرية ميدي منطقة محررة بالكامل، إلا أن هجمات خصومهم قلصت من سيطرتهم على المديرية.
القشيبي سيء الصيت
و أوضح إنه بعد الهجوم الذي حدث قبل أكثر من (5) أشهر على مدينة ميدي المطلة على البحر الأحمر، بهدف انتزاع السيطرة عليها، و بينما كان يتساقط الجنود بين قتيل و جريح، كان اللواء، علي حميد القشيبي، قائد المنطقة آنذاك، الذي وصفه بـ”سيئ الصيت” يقيم عرسا صاخبا لنجله الذي تزوج من ابنة العميد منصور الزافني، قائد اللواء الثاني حرس حدود.
و حسب الموقع، ظلت جثث الجنود مرمية هناك، دون أن يتمكن أحد من انتشالها، و أبرزها جثة “العقيد الطميرة” قائد الكتيبة الثانية في اللواء العاشر.
و أطاح هادي بعد المعركة بـ”القشيبي” و عين اللواء توفيق القيز خلفا له نهاية أغسطس/آب الماضي.
مظاهر الفساد
و من ابرز مظاهر الفساد التي كشفها الموقع:
1- الاختلاسات ونهب الاعتمادات المالية للألوية التابعة للمنطقة الخامسة العسكرية حيث يقدر المخصص الشهري لكل لواء 80 ألف ريال سعودي بما يساوي (6ملايين وأربعة ألف ريال يمني)، بينما يصل راتب قائد كل لواء إلى (6آلاف ريال سعودي) تعادل (أربعمائة وثمانين ألف ريال يمني) و علاوة قدرها (25 ألف ريال سعودي) ما يعادل (مليوني ريال يمني).
2- نهب وبيع المعدات والتغذية التابعة لمنتسبي المنطقة.
3- التآمر على القادة والضباط الذين تعرض بعضهم لمحاولات تصفيته والبعض الآخر لفقت لهم تهم و تم ترحليهم.
4- غض الطرف عن تسيب عشرات الجنود عن حضور المعسكرات، مقابل مبالغ مالية تخضم من المستحقات الشهرية لهم.
التسليح ودور التحالف
و كشف الموقع، أن تسليح قوات هادي في حرض وميدي، ضعيف جدا، حيث أنها لا تمتلك حتى دبابة واحدة، بينما المدرعات غير جاهزة و أغلبها معطلة.
و بخصوص موقف التحالف السعودي، أشار الموقع إلى أن طيران التحالف لم يقم بواجبه المطلوب خلال العمليات التي شنها الجيش في حرض وميدي، بل أن المعارك التي دارت طيلة تسعة أشهر، لم يكن للطيران أي حضور فيها.
و بين أن المعطيات تفيد بأن التحالف الذي تقوده السعودية، جعلت من هذه المنطقة التي يشكل أنصار حزب الإصلاح أغلب المنتسبين لتشكيلاتها العسكرية، بؤرة لاستنزافهم بمعارك غير مخطط لها مع ما سماها “مسلحي الحوثي وكتائب صالح”.
استعادة ميدي
و في ميدي استعاد الحوثيون السيطرة عليها بعد تراجع قوات هادي بينما تتواجد أغلب قواتها في ميناء يحمل نفس اسم المدينة، حسب الموقع.
و قال الموقع إنه لم يتسن له التواصل مع القادة العسكريين في المنطقة العسكرية الخامسة الموالية للتحالف السعودي، لا سيما من وردت أسمائهم في تقرير الموقع. مشيرا إلى أن اغلبهم يتواجدون في السعودية، ما يجعل التواصل معهم صعبا للغاية.